التاريخ : 2017-12-12
وهل للعاشقين عِدّة ...
الراي نيوز_ سائدة البوريني
أتذكر حين جاء كسيف عنترة
يشق جدار الظلام بعينيه كحرفةً
تلمع شررًا
غير آبه لما سيؤول له هذا الاشتعال
تدحرجت أنفاسه الثكلى بمخدعي
ضاربًا صولجان قلبي بقوة
أطلق العنان .. للحب
ليهتز عرش السكون برفة
محطمًا أعمدة الركود
قال :أتيتك طفلًا شرسًا يقاتل لأجل دميته
عاشقًا حد الإثم .
قلت خذني إليك وسأترك ما وراءي ليحترق .
وضع برحم الفؤاد جنين هوىً
ساقه القدر من علي
تجمعت جيناته الثائرة لتخطف ملامحي
ترسم صورته .. بريق عينيه...
تشقق فمه .. حفرة ذقنه ...
شعره الداكن ... خشونة يده
صدره الأشعث ..صلابته ..جسارته
قدماه ...مسامه
وكريات دمه
تكور كاملًا بما يحويه آدمي
وعلى حين غرة
خرج من أزقة مدينتي
سويعات قالها ..
سرقه الطريق ..
لتمضي الحرب خصالها
بمئتين وثمانية وسبعين طعنة
اخترقها جسدي انتظارًا
لأعلن بعدها
مراسم العزاء
وأعلن الموت لجسد الحب والحياة
صببت قطرات هواك بفناجين المواساة
وتركتك دون قبرٍ ولا كفن
عاريًا
تلفك أكفان أملٍ محزون
لربما عدت
وحين فقدت آخر أنفاسه الأمل
هتفت باسم الموت
حيّ على الموت
حيّ على الموت
دملتك بأتربة النسيان
وضعت أزهار الحداد
وبماء نوفمبر سقتها القطرات
و قبيل جفاف قبرك
شممت عودتك بالتراب ملطخة
شممت قميص الكذب
ناديت برهبة
أيها المغفل عُد مسافة عمر
سقط الطريق بعد الدفن
العدة انتهت
وعلى الذات محرمًا أصبحت
...
مع تقاليد العزاء