التاريخ : 2018-02-03
لهذا أفقر الغرب العَرب
وما زالوا
الرا ي نيوز-أحمد محمود سعيد
العالم العربي مساحته حوالي اربعة عشر مليون كيلومتر مربّع منها 28% في اسيا و72% في افريقيا وتشكل حوالي 10.2% من مساحة العالم وعدد سكانه حوالي 339 مليون نسمة حسب احصائية عام 2007 ويشكِّل فيهم الأطفال 45% من مجموع السكان .
يبلغ معدل معرفة القراءة والكتابة بين سكان الوطن العربي 54.82%، وتأتي الأردن في المرتبة الأولى بين الدول العربية بنسبة تصل إلى 86.6% تليها لبنان 86.4%, ويسجل أقل معدل في اليمن 38% ,كما يقدر عدد القوى العاملة في الوطن العربي بحوالي 82 مليونا, وتشكل ما نسبته 28% من سكان الوطن العربي , وتشكل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي 3.63% من مساحته, و30% من هذه المساحات تقع في حوض النيل, و44% تقع في اتحاد المغرب العربي, و22% في الهلال الخصيب, والبقية في شبه الجزيرة العربية.
كما تعتمد صادرات الوطن العربي بالدرجة الأولى وبشكل أساسي على النفط والغاز الطبيعي والمواد الخام, فينتج مثلا 60% من الإنتاج النفطي العالمي, ولديه أكثر من ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي . ويصدر كذلك بعض المنتجات الزراعية, ويستورد المعدات والأجهزة والكيماويات ووسائل النقل , حيث يصدر الوطن العربي ما يزيد عن 267مليار دولار، بينما تبلغ وارداته حوالي 171مليار دولار , ولكل ذلك عيون الغرب علينا وعيون بعض حكوماته عملت وتعمل لإفقارنا .
نحن في العالم العربي بالرغم ممّا يوحدنا مثل الدين واللغة فإنّه لا ينقصنا شيئ ماديُّ من مقومات الحياة والنمو والنهوض فلدينا الأرض والسكّان والموارد والثروات ولكن ينقصنا امرين احدهما عاطفي وهي المحبّة والوحدة والإيثار والأخرحركي وهي التخطيط والإدارة والعدالة وفوق ذلك نحن نغرِّد بعيدا عن الله وشرائعه .
وأما دول الغرب التي تفرقها الحدود الجغرافية وتعدد الأديان والمصالح فإنّها تتمسّك بامور حركيّة عديدة أولها المحافظة على أولويّة مصالح شعوبها مهما تعدّدت وتنوّعت وثانيها التخطيط الشامل بعيد المدى أو لآجال قصيرة ومتوسِّطة وثالثها هو استمراريّة التخطيط ودراسة كل الإحتمالات والبدائل والمتغيِّرات الحاصلة في تلك الدول وخارجها , لهذا نرى تمسك تلك الدول بأخلاقيات الإسلام دون تطبيقه ومنها الصدق في الكلام والوفاء للأمانة والإمتناع عن التهرُّب الضريبي وحب التكافل وعمل الخير دون التمنُّن والتبجُّح بالعلن لذلك فقد استطاعوا تعظيم الموارد المحدودة وتغيير الوضع الدكتاتوري الى ديموقراطي وتحويل البؤس والفقر والشقاء الى الغنى والرفاه وراحة البال واخذ حكّامهم ينظرون الى الثروات التي عندنا لإقتناصها لشعوبهم معتبرينا اننا لا نستحقُّها وكأنها خسارة فينا بل وعمل بعضهم لإفقارنا والعودة بنا لعصور خلت من البداوة والعيش بالخيم لا سامحهم الله .
وباعتبار ان شعوب تلك الدول الغربيّة اكثر رفاهية وراحة بال وينتخبون ممثليهم بكل حريّة ومسؤوليّة , لذلك يعمل ممثليهم بكل جديّة ومصداقيّة وإخلاص سواء في التشريعات التي تخدم شعوبهم ومراقبة اعمال حكوماتهم وقراراتها المتعلِّقة بالشأن الداخلي والخارجي لذلك فتلك الشعوب متيقنة من إجراءات الحكومة المحليّة ومرتاحة لقراراتها وعلاقاتها الخارجيّة .
ولكن بعض الحكومات الغربيّة بدأت تُخطِّط لسلب العرب عوامل قوتهم من قوّة مسلّحة وموارد طبيعيّة وإنجازات على الأرض , وقد بدأ الغرب بالتخطيط الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر باستعمار الكثير من الدول وتعيين حكومات إنتداب في دول اخرى في الوقت الذي إحتل فيه العثمانيّين لمعظم الدول العربيّة وبات من السهل على الغرب تحقيق هدفهم في إفقار الشعوب العربيّة إبتداء من هزيمة الأستانة في إسطنبول ومنها يتوغلون في العواصم العربية وهكذا كان ولكن بوتيرة متسارعة إبتداء من بواكير القرن العشرين او قبل ذلك بعدّة سنوات حيث اصبح فريقا من اليهود الصهاينة يلعبون دور المصمِّم والمخطِّط لتفصيل المذابح والمجازر وتقطيع اوصال الحدود وتشكيل وتأسيس وفصل وإلغاء دول من على الخرائط الجغرافيّة بل وحتى العبث بديموغرافية الشعوب وتوطينها حسب القوميات والمذاهب ومخططات المناطق في آسيا وإفريقيا والبلقان واواسط أوروبّا واصبحت هناك كوريتان والمانيتان ويمنين وغيرها الكثير .
و حرص الغرب في مخططاتهم لإفقار العرب التركيز عل عدّة محاور اولها إنشاء دولة اسرائيل لتفصل بين جناحي العرب الآسيوي والإفريقي وحماية هذه الدولة لأطول فترة ممكنة وثانيها تدمير الحضارات والقوّة المسلّحة لكل من العراق وسوريا ومصر وثالثها إشعال الحرب الطائفية والدينية وتشجيع إنفصال تلك الأقاليم عن حكوماتها المركزيّة ورابعها تشتيت الولاية الدينيّة من خلال خلق الفتن بين السنة والشيعة وإشعال خلافات مذهبيّة قويّة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان ومصر وبين اصحاب المذاهب للأقليات مثل الدروز والأمازيغ واليزيديين وغيرهم في مختلف العالم العربي كما هو حاليا في دول الخليج العربي وخاصّة بين السعودية وإيران .
وخامسها استغلال وسرقة ما يمكن من النفط العربي والموارد الطبيعيّة المختلفة وتشجيع الفساد والفاسدين فيها ولتيسير ذلك جعل الدول العربيّة حتى الغنيّة منها تعتمد على القروض من الجهات التمويليّة مما يرفع من مديونيّة الدول (وفقا لتقرير صادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، فإن إجمالي الدين الخارجي لـ 20 دولة عربية قفز من 426.4 مليار دولار في العام 2000، إلى حوالي 891 مليار دولار العام 2014، ثم إلى 878 مليار دولار العام 2015، ونحو 923.4 مليار دولار في العام 2016) , بحيث تعجز الدول عن السداد فتلجأ لجيوب مواطنيها من رفع الدعم الحكومي للمواد الأساسية ورفع اسعار المواد والخدمات التي تُقدّم للمواطنين مع زيادة قيم الضرائب والرسوم التي يدفعها المواطن حتى تثور الشعوب على حكّامها وتعم الفوضى في العالم العربي وينجح زعماء الغرب في إختيار حكّاما وزعماء على قياسهم لسنوات قادمة املا في تحقيق الشرق الأوسط الجديد وشرق اوسط كبير وتعديل وتحديث إتفاقيّة سايكس بيكو التي مضى عليها مائة عام ويقال الآن انها تحت إسم وصفعة العصر اوصفقة القرن التي يبدوا ان الإدارة الأمريكية الجديدة تبنتها وتسوِّقها لغرض في نفس يعقوب .
ويبدوا ان كل تلك المحاور الخمسة تتماشى من مخططات الصهاينة من تهويد الأرض الفلسطينيّة وخاصّة المقدّسات وتفريغ الأرض من اصحابهاالأصليّين وان تكون إسرائيل هي القائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجالات الإقتصاديّة والماليّة والخارجيّة والدبلوماسيّة والأمنيّه والتسليحيّة والنوويّة جزء منها والثقافيّة والأثرية والسياحيّة وغيرها من مجالات تؤثِّر على كيانها وسيادتها بل وبعض التسريبات ان الصفقة ستعمل على إسكان الشعب الفلسطيني على نصف مساحة صحراء سيناء وسيجمع لذلك ثمانمائة مليار دولار لن تساهم فيها امريكا .
وما زالت بعض الدول الغربيّة تنجرُّ احيانا وراء امريكا وإسرائيل تعمل لإفقار الدول العربيّة الغنيّة والفقيرة على حدِّ سواء .
اللهم إحمي وطنّا ارضا وشعبا وقيادة من اوهام الأعداء ومخططاتهم واحلامهم وامانيهم وابقي رايتنا مرفوعة تعانق السماء بعزِّ وفخار.
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com
18/1/2018