التاريخ : 2018-02-05
أبو محمد وخط الباص وهيئة النقل العام..!
الراي نيوز-
فارس الحباشنة
«أبو محمد» من المفرق يراجع هيئة تنظيم قطاع النقل البري منذ 15 عاما، ويقول بصوت متحشرج بالاحساس بالغبن: ليس هينا علي أن يضيع حقي.
من هو أبو محمد؟، مواطن اردني من المفرق عمره 64 سنة، قضى ربع عمره يراجع هيئة تنظيم قطاع النقل، امتلك خط نقل عام داخليا في المفرق، وعلى حين غفلة ضاعت منه ملكية الخط دون اي وجه شرعي.
ويتهم أبو محمد متنفذين وجماعة على حد وصفه يقول إن يدهم طويلة، وهم من سلبوا حقه القانوني في خط النقل بالتحايل على القانون.
الرجل صدفته مرة في هيئة تنظيم قطاع النقل العام مراجعا مديرها العام، وقد فتح قلبه فرحا عندما بلغه علم بانني صحفي، وروى لي حكاية خط الباص الضائع والحق المهدور.
وفي مرات تالية، اخذ ابو محمد بالاتصال بي، وفي اخر مرة ذرف الرجل دموعا من شدة احساسه بالغبن والظلم، ولربما أكثر ما يحس به الرجل أنه يمضي مشاوير طويلة الزمن والمسافة للوصول الى عمان بحثا عن جواب ورد يشفي الغليل من مسؤول رفيع المقام لدى الحكومة.
يجلس في صالات استقبال الجمهور في مكاتب وصالات الهيئة لساعات ينتظر ويطول الانتظار، وعلى حد قوله: يكون المدير موجودا وفجأة يختفي، ويقولون إنه انتقل الى مكاتب اخرى او في اجتماع خاص أو طلبه معالي الوزير أو رئيس الحكومة -والله اعلم.
وقضية خط باص «أبو محمد» ما زالت عالقة، وملف تطبيقات النقل الذكية، فصلت به الحكومة وقالت به قولا فاصلا عاجلا، وأبو محمد من كثرة زياراته الى هيئة النقل يروي لك اسرارا غريبة عن مشاكل وقضايا النقل العام في عموم ارجاء المملكة، وحتى الاضراب الاخير لسائقي الشاحنات.
«أبو محمد» بحكم طول التجربة والمراجعات المتتالية لهيئة النقل على مر عهود ادارتها صار حجة بالغة العلم والاطلاع على شؤون «النقل العام»، وتذكروا معي: أن قضية «ابو محمد»، وقد وصلنا لعام 2018 وما زالت في مداليك اسرار البيروقراط، ولم يطلب أي مسؤول في الحكومة ملف القضية ويراجعه، ويبلغ «ابو محمد» بجواب رسمي فاصل ونهائي.
المفارقة سواء في قضية أبو محمد اوغيره أن المسؤولين يغرقون مسامعك عن الاصلاح الاداري ومحاربة الترهل، وأوصلونا الى مرحلة ما بعد الحكومة الالكترونية وتطبيقاتها الذكية، وملف أبو محمد تأكله الفئران في ادراج البيروقراط الغامض.
«أنا وأبو محمد» لسنا من رافضي الادارة الذكية والحكومة الالكترونية، بل بالعكس نحبها، ولكن لو أن الحكومة قبل أن تغامر في تطبيق مسارات الذكاء الاداري أن تفصل في قضية «أبو محمد» سواء خيرا او شرا.