التاريخ : 2018-03-17
هل انتهى عصر العقلاء؟!!!
الراي نيوز
صالح الراشد
لا تخلو مرحلة من مراحل دوري المناصير الا ونجد فيها تصرف غير مقبول، اما من الجماهير أو اللاعبين، وحتى لا نبتعد كثيرا فقي اخر ثلاث مراحل حطم جمهور الرمثا مقاعد إستاد الحسن في اربد ضمن الجولة '١٧' بعد التعادل مع شباب الاردن، وفي الجولة '١٨' قام جمهور الفيصلي بالإساءة الى جمهور الرمثا برفع 'تيفو' عليه جمل ومكتوب عليه صائدو الجمال، وفِي الجولة '١٩' تدخل لاعبو الوحدات بمشكلة الفيصلي والرمثا ورفع لاعبو الفريق بعد الفوز على منشية بني حسن قميص عليه صورة جمل كتب تحته ' تاريخ وحضارة'.
ثلاثة مواقف لا تعبر عن فكر حضاري متزن، وتظهر هذه المواقف للعلن بأننا نعاني من مشاكل في القدرة على التصرف السليم وان الجمهور واللاعبين خارج إطار السيطرة، وان ادارات الاندية تعيش في معزل عن الجماهير واللاعبين, وحتى الإدارات بدت بعيدة عن ارض الواقع في تصديها للمصائب التي تحصل، فلم نجد تصرف سليم من ادارة الرمثا من تقديم اعتذار وإصدار بيان تطالب فيه من جمهورها الالتزام بالتشجيع السليم والحفاظ على ممتلكات الأمة لان الملاعب للجميع ويجب ان تبقى آمنة, فيما كان على ادارة الفيصلي ان تصدر بيانا او تقوم بزيارة نادي الرمثا لابداء حسن النية واعتذار عما بدر من جمهور النادي، لكن الفيصلي الذي كان يشكل حالة اجماع عند رؤساء الأندية الذين لا يقطعون أمرا الا بموافقة ومشورة الفيصلي لم يقم باي خطوة لتجاوز المعضلة التي أخذت في التفاقم, وظهر ذلك جليا في احتفالات مشجعي نادي الرمثا في جامعة اليرموك.
العدوى انتقلت من جماهير الرمثا والفيصلي الى لاعبي الوحدات، فما قاموا به كان بمثابة إشعال نار تحت الرماد، وهنا يكون السؤال، أين مدير الفريق وما هو موقف الادارة مما جرى؟، فعلى ادارة النادي ان تخرج عن نص الصمت وتعتذر للرمثا والفيصلي لأن لاعبي الفريق تدخلوا بما لا يعنيهم.
كرتنا تعاني، والمعاناة في تزايد لعدم وجود حلول منطقية لحماية اللعبة من أي تجاوزات يقوم بها الجماهير واللاعبين وأخطر المؤثرين على رياضتنا حاليا هم مجالس الإدارات الصامتة عن الاخطاء والتي لا هم لها الا الفوز باللقب متناسين ان اجمل الألقاب هو الخروج ببطولة جميلة تساهم في تشجيع العائلات على الحضور الى المدرجات اضافة الى إعطاء صورة حضارية عن الوطن الغالي، وان لا تتجاوز رسائل الرياضة الأهداف السامية في الوطن, اضافة الى الاعلام السلبي الذي يضع راسه في الرمال ويرتعب من مناقشة اي قضية هامة حتى لا يحسبهم البعض على أندية محددة, مما يشير الى أن عصر العقلاء من ادارات واعلام قد انتهى ودخل عصر الظلامية الذي علينا التصدي له قبل استفحال خطره من خلال استراتيجية وطنية شاملة لتعميق مفهوم الرياضة.