التاريخ : 2018-03-19
المتاجرون بالدولة وهيبتها
الراي نيوز
كل عام نحتفل بذكرى معركة الكرامة التي تمثل عند الأردنيين والمنصفين من العرب محطه انجاز اردنية، ونصر عسكري بكل المقاييس وصمود الدولة الاردنية في مواجهة محاولة صهيونية الاحتلال أجزاء من الأرض الاردنية وربما اقامة شريط حدودي كما فعلت لاحقا مع لبنان الشقيق يوم قامت باجتياحه واحتلال أجزاء منه.
لكن في ثنايا هذه الذكرى العربية الاردنية، وفي زحمة افتخارنا بالشهداء والجرحى والابطال وعلى رأسهم الحسين العظيم رحمه الله، في ثنايا كل هذا علينا أن لا ننسى حدثا كبيرا نجحت فيه الدولة الاردنية وبخاصة المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية والشعب الأردني وهو ان هذه الدولة لم تستطع كارثة عام ١٩٦٧ ان تحولها إلى دولة يائسة مثقلة بالإحباط والضعف، وهنا لا اتحدث عن الأبعاد العسكرية بل عن صورة الدولة ومؤسساتها لدى شعبها وقد خسرت حربا وأيضا، وهي صورة كانت صعبة لأن الدول عندما تتعرض لانتكاسات كبرى تنكسر شوكتها امام الداخل والخارج، وتضعف هيبتها أمام الناس وتزداد هذه الأمور اذا كان هناك أطراف داخلية وخارجية تمارس الضغط وتحاول استغلال الظروف لتحقيق مساحات نفوذ وامتلاك الناس والأرض على حساب صورة الدولة وهيبتها وربما وجودها.
لكن الدوله الاردنيه رغم كل ماكان بقيت الروح فيها ،وبقيت مفاصلها قويه وكان الجيش وقيادته السياسيه متمرده على اليأس والإحباط وصنعت انتصار الكرامه الذي أصبح عنوانا في تاريخ الدوله الاردنيه .
في كل الدول وبخاصه المراحل الصعبه هنالك من يتاجرون بهيبه وصوره الدوله مستغلين المراحل الصعبه سواءا كانت اقتصاديه أو سياسيه أو عسكريه وهناك مفاصل ومؤسسات وأفراد يبقون في خندق الدوله مؤمنين بها ويبقون هم الروح التي تقاوم اليأس والإحباط ،ومنهم اهل الكرامه ورجالها ،كما أن في كل مرحله أيضا رجال ومؤسسات تحمل روح الكرامه ونسائها.