التاريخ : 2018-04-16
فقراء الأردن..الأمل الوحيد بالتسول
الراي نيوز
كتب : فارس الحباشنة
لم أفكر للحظة ولو من باب الفضول الصحفي برصد عدد طالبي الحاجة والعون من رجال ونساء وأطفال يعترضوننا في الاماكن العامة والشوارع يوميا.. ارقام قياسية متطرفة تلحق بسابقاتها من مصائب وأوباء اجتماعية واقتصادية.
الفقر والعوز وقلة الحيلة متلازمة عيش أردنية بحتة، أرقام متطرفة لمجتمع يقال إن الطبقة الوسطى قاعدته العريضة، ولكنها على ما يبدو معادلة انقلبت ظهرا على قلب.
لم يبق غير « مد الايدي»، فهل سيحرموننا حتى من الهبوط للشوارع لالتقاط رزقنا بدل أن ننفجر في البيوت من شدة العوز والالم والجوع والشعور بالعجز والتهميش ؟ قالها بحسرة ووجع اربعيني وهو موظف حكومي يعيل 6 افراد، ويسكن بالايجار.
«لا بد أن تمد يديك لتعيش «، بمعنى أجتماعي أدق وأوضح تتحول الى متسول. هذه حكمة عيش الاردنيين في ظل انفجارات اجتماعية تلقي الملايين خارج حدود الحياة الكريمة.
لا تتخيل لو أن الحكومة تطلق حملات تفتيشية على المتسولين والشحاذين واطفال الشوارع لالتقطت أرقاما مذهلة ومرعبة، ولتفجرت مراكز الحجز والتوقيف، ولتعرفت دون دراسات وتقارير اجتماعية محلية واجنبية على القانون السري للفقر في الاردن.
تتعرف على أردنيين حلمهم الأكبر والأوحد أن يأكلوا لحمة ودجاجا ولو مرة واحدة كل اسبوعين أو ثلاثة، وحلمهم الاسمى والاعظم أن يناموا دون أن تعضهم بطونهم من شدة الجوع، يقفلون على أحلام عيشهم بحسرة والم وقسوة.
لم يعد التسول وطلب العون والمساعدة خيارا للعاجزين والكسلى كما هو في الصورة الاجتماعية التقليدية القديمة، انما اصبح جزءا من نظام للتكيف مع العيش والحياة، وعاد بصورة وأخرى ليكون خيارا اجتماعيا في سبيل البحث عن أي عيش.
مظاهر فقر حادة لقسوة عيش اصبحنا نلتقط صورها بشكل اعتيادي في الشوارع يوميا تلخص احوال الاردن اليوم، والعدوى تنتشر بشكل طبقي، فلم يعد في المجتمع الاردني سلما هرميا طبقيا، فإما غنى وثراء فاحشا أو فقرا مدقعا في باطن القاع الاجتماعي وتحت الارض