التاريخ : 2018-06-20
كأس العالم.. لماذا تنهزم الفرق العربية ؟
الراي نيوز
- كتب : فارس الحباشنة
كل يوم تتذوق الجماهير العربية مرارة هزيمة الفرق الاربعة الناطقة بالضاد المشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا. بدايات متواضعة وضعيفة على المستويين توزع أداء الفرق الأربعة التي منيت بخسائر وهزائم متتالية، وحتى الان لم يسجل أي فريق عربي نصرا كرويا في الدور الأول، والهدف العربي اليتيم سجلته تونس في شباك أنجلترا، ولم يسعف التوانسة من الهزيمة القاتلة والطاردة.
نتائج مباريات الفرق العربية الاربعة كابوسية، وتطارد الفرق العربية بالخروج المبكر من المونديال، بل إن بعضها قد انحسم مصير مشاركته.
وأكثر ما هو قاهر خسارة المصريين بهدف نظيف أمام ألاوروغواي في آخر لحظات الوقت الأصلي للمباراة، والاكثر قهرا أيضا خسارة المغرب بالطريقة نفسها أمام نظيره الايراني، وبهدف بنيران صديقة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي بدل الضائع.
مرارة الهزائم تتجرعها الجماهير أكثر من اللاعبين ومدربي الفرق والقائمين على صناعة كرة القدم في البلاد العربية، جماهير تبحث عن فرصة وأمل وفرح، ولو بالرياضة لتشعر بالنصر، وفرصة لتضرب في وجدهم المكسور والمكبل بالهزائم فرحا وبهجة، لماذا العرب دائما خاسرون ؟ وهل الهزيمة والانكسار هي متلازمة عربية وحتى بالرياضة ؟ لربما أكثر ما يصيبك بالحسرة بعد كل هزيمة عربية في المونديال التفكير بالخيبة التي ستهبط على الجماهير العربية، أولئك من يسكنون في ركن منسي من شوارع ومقاه وحارات وأحياء مدن عربية، يبحثون عن متعة حقيقية لنصر كروي عربي تصنعه أرجل لاعبي السعودية ومصر وتونس والمغرب.
فقط إنهم الجمهور الذي أصبح نجما أعلى من النجوم، الجمهور مهووس بكرة القدم، ومهووس بالبحث عن نصر كروي أبدي، إنهم متيمون باطلالة محمد صلاح الفرعون والساحر وصانع البهجة والمتعة والدهشة الكروية.
جنون الجماهير العربية بكرة القدم بحثا عن متعة وشعور بالنصر لم يأت من فراغ، بحث عن متعة ولو بالكرة بعدما مضغت ماكينات الهزائم العربية كل أحلام ورغبات وأمال الجماهير العربية وحولتها الى بضاعة بالية ورخيصة.
صناعة كرة القدم عربيا ما زالت محصورة بمصالح طبقية وفئوية، رغم أن كرة القدم لعبة شعبية وجماهيرية ولا يقارعها منافس. فالسياسيون وقادة الرأي العام والنجوم يختفون وراء كرة القدم وجماهيرها، وتجعل من اللعبة ببساطتها وشعبيتها وحشا كبيرا ممنوع الاقتراب منه الا عبر «مروضي الوحوش» من تجار وسماسرة وادارت لأندية وشركات لا يهمها صناعة نجوم ولاعبي كرة محترفين مقارنة بما يجري في بلدان أوروبية ولاتينية.
لا أخفيكم سرا بالقول معترفا أنني لست متفائلا من المشاركة العربية في مونديال روسيا، ولربما إذا ما أستندت الى الوقائع والحقائق وما قد يتمخض عنها، فتبدو الأمور مرهونة حصرا لخيار لا ثاني له، وهو خروج عربي مبكر من الدور الأول للمونديال.
ولو عدنا بالذاكرة الى مشاركات عربية سابقة في المونديال لعثرنا على خيبات ولعنات تطارد الكرة العربية، وهي ليست عرضية.
أمل أن تأتي النتائج مخالفة لتوقعاتي المتشائمة، وأن يحقق الفراعنة نصرا على الدب الروسي الدولة المستضيفة، ويحفظ قليلا من ماء وجه العرب، وإن كان اللقاء ما بين الفريقين يشكل تحديا أكبر للفراعنة الباحثين عن فوز لا بديل عنه، ولربما يحمل نسور قرطاج مفاجأة سارة في اختبارات صعبة في مواجهتهم القادمة، وان كانت التحديات تكبر في وجوهم بعد هزيمتهم القاتلة أمام الانجليز.
إنها أمنيات مثقلة بالأمل، وكرة القدم من المفارقات العربية التي من الصعب استهلاكها عاطفيا بعيدا عن زوابع السياسة في العالم العربي، وما أكثر هبوبها، فهل يمكن أن تسافر الفرق العربية في مونديال روسيا بنصر كروي يبعث البهجة والفرح في قلوب الجماهير العربية ؟