احمد عبد الباسط الرجوب
هذا زمن تمتحن فيه الأنظمة السياسية والإدارية لكل الدول إلى أقصى مدى، وستكون القدرة على القيادة ضرورية بل حاسمة، وسيحكم على القادة السياسيين بالطريقة التي تعاملوا بها مع الأزمة والسرعة التي تحركوا بها للتصدي للوباء والوضوح الذي تحلوا به مع شعوبهم والكفاءة التي أبدوها في توجيه موارد بلدانهم للرد على انتشار الوباء اللعين...
لقد باغت هذا العدو المتخفي " الكورونا اللعين " الكون في سرعة انتشارة ولم تسلم منه الدول الفقيرة والغنية ولم يقف عند الحدود لاخذ تاشيرات فيزا الدخول ... الدول التي تسابقت للوصول للفضاء واقتنت لا بل صنعت اسلحة دمار وفناء البشرية وقفت عاجزة امام هذا المارد في فتكة ، الصغير الذي لا يرى بالعين في سرعة احتلالة للدول... لم نكن نتوقع أن سيدة العالم ام الصواريخ العابرة للقارات" أمريكا " بهذا الضعف في بنيتها التحتية أو أنها غير جاهزة لتزويد شعبها حتى بالأقنعة الواقية، ...
وبريطانيا العظمى التي لم تغب الشمس ذات يوم عن مستعمراتها .. ضحت بمسنيها في اول منازلة مع الغازي كورونا وافترس قطيعها ...، وما ادراك ما حدث في بلاد غرناطة ، وغير بعيد عن ذلك بلاد نابليون سفاك الدماء .. فرنسا التي انتظرت الزائر اللعين ليفتك بها ،... وغيرهم من الدول فحدث ولا حرج ... من ايران الى ايطاليا الى كل دول العالم وكان اللعين كورونا يسافر على بساط الريح.. من بلاد ياجوج وماجوج والى بلاد فارس ، ولم تسلم بلاد العرب من خليجها الى محيطها من طبعة تاشيراتها للمتخفي كورونا.. هل توقعنا شيخوخة هذه الدول؟ .. لا إجراءات استباقية، لا علاجات كافية، ولا قدرة على محاصرة الفيروس .. ومن دون نظام صحي فعال، ومن غير قدرة على الترقب ...!!
الاردن الصامد دوما في المحن ... كم كبير انت يا وطني .. حكومة بلادنا تصدرت المشهد عربيا ودوليا في اجراءات غير مسبوقة في ادارتها للازمة... بتوجيهات ملكية سامية جملة من الإجراءات الاستباقية الشجاعة، ... ضمنت هذه الإجراءات العالية الجودة أمن البلاد وحياة العباد وحافظت على وجوه الحياة الصحية، وبذلك ضمنت المملكة أمنا صحيا داخليا باحتواء المرض وتحجيم الفيروس من انتشاره بين المواطنين ...
حققنا بعون الله وتوفيقة أمنا صحيا بعدم نقل العدوى إلى ارجاء الوطن الاغلى... نذكر التعامل المهني الاحترافي من قبل اجهزة الدولة العسكرية والمدنية في استقبال الالوف من القادمين للمملكة وتامين انتقالهم السلس من المطار الى فنادق الحجر الصحي .. هام اليوم يغادرون بحفظ الله وبمثل ما استقبلوا به من الترحيب والحفاوة الاردنية الهاشمية سالمين تحفهم وتحفظهم رعاية الله ..
حفظ الله بلادنا الاردنية ... حماً وشعباً وقيادةً وجيشا مصطفويا واجهزة امنية ساهرة على حدود الوطن...
باحث ومخطط استراتيجي