الدكتورة الصيدلانيه سماح الزعبي
مع غروبِ يوم الجمعة المباركة ..عندما علمتُ خبرَ رحيلها المؤلم ..
وقفتُ لحظة صمت ..لا أدري اذا كان السبب رهبة الموت !! أو صعوبة الوقت الراهِن الذي فرَض على الجميع هذه العزلة ..
لكن ماتملّكني في تلك اللحظات.. أنَّ هناك دعوة ومناجاة انطلقَت من قلبٍها الضعيف ، لله القويّ العزيز ..وصلت حدود السَّماء ...طلبتْ بها الراحة الأبدية ، زاهدة بكل هذه الدنيا الفانية ..غير آبهة بكل تلك الطقوس ..فاستجابَ لها الله وأكرمها ..
فارتقت الروح الطاهرة لبارئها .... لعالم خالٍ من الألم والتعب وبعد تاريخ طويل من الجِدِّ والاجتهاد والتضحيّات المستمرة ..
أم ثابت .. ( عمّة أولادي )....امرأة فاضلة ..مؤثرة ..لعبت كل الأدوار..
مِن إبنة وأخت اعتزّت دائماً بأهلها وعشيرتها..إلى أُمٍّ رؤوم تغلَّبَتْ على مشقّة ومرارة رحيل الزوج وربّ الأسرة فلم تضعف وبنَتْ لأسرتها الجميلة - أبنائها وبناتها -عالماً مرموقاً من النجاح والأخلاق والتألق ، وزرعَتْ بهم البِرّ والدفء والطِّيب والتواضُع ..وظلّت هي زاهدة راضية مُمتنّة لحياتها البسيطة في مسقط رأسها ..التي كانت تُدرك دائماً أنَّه عنوانها الأول والأخير...
أمّا أنا وأولادي كان لنا من هذا الحُبِّ العظيم والقلب الدافئ والمسؤولية الخلّاقة جانب جميل لن أنساه ماحييت ...
ممّا يجولُ ببالي الآن وطالما استوقفني وأبهرني ... موقف عظيم - أتذكرهُ لها - رأيته بأم عيني وهي تودِّع أحد أبنائها الذي رحلَ شابّاً .. كيف خبأتْ حزنها وحدّثتهُ بلغةٍ قويّة كلّها وقار واحترام ..أخبرتهُ أنها مثلما حضنتهُ صغيراً واعتزّت به شابّاً سيبقى احترامها له أقوى من مرارة الفراق ! كانتْ تطمئنه أنَّ رضاها سيرافق روحه الطاهرة فلا يخاف او يجزع من الموْت..أيُّ قلبٍ عظيم مؤمن هذا .!!!!!!
أيتها السيدة الرائعة :- اليوم ...ستفرش لك عصافير نوافذكِ المشتاقة أجنحتها لتحميكي بعون الله... وسيحتضن تراب أرضك ، وزيتونهُ الذي تمرُّ عليهِ كلّ الفصول ويبقى راسخاً كما أنتِ ......هذا الجسد الطاهر ..
فإلى رحمة الله .
وخالص العزاء لكلِّ العشيرة الفاضلة ولأبنائك وبناتك وعائلاتهم الطيبين ...
إنَّا لله وإنّا إليهِ راجعون..
ابتهاج حمزة محمد سعيد الشريدة.
أرملة المرحوم عبدالمجيد محمد علي الشريدة ( أم ثابت )
في ذمة الله..