وذكرت أنها ساعدتها زيارة طبيب نفسى وتناول الأدوية، لكن عندما جاءت الموجة الثالثة من العدوى فى هونج كونج فى يوليو، شعرت بمزيد من التوتر، وتقول: "أشعر بالقلق إذا كان لا يزال لدى الفيروس فى جسدى، وإذا كانت هناك فرصة لإصابتى بالعدوى مرة أخرى، أشعر بالاكتئاب".
"الناس يعاملوننا مثل الوحوش"
كان آخر شىء توقعته ربة المنزل صوفى بعد تعافى ابنها البالغ من العمر عامين ونصف من Covid-19 هو أن الجيران والأقارب والأصدقاء سيتجنبون الأسرة بسبب خوفهم من الإصابة، فبعد زيارة عائلتها فى بريطانيا، عادت صوفى وطفلها الصغير إلى هونج كونج فى أبريل واضطروا إلى الحجر الصحى فى المنزل، وزوجها لم يسافر معهم.
وكان الصبى هو الوحيد الذى أصيب بالمرض، وأثبتت إصابته بفيروس Covid-19 وتم نقله إلى المستشفى، والأم فى الثلاثينيات من عمرها، بقيت معه طوال الأسابيع الثلاثة على الرغم من
خطر إصابتها بالعدوى.
وعندما تعافى وخرج من المستشفى، جاء دور صوفى للبقاء فى مركز الحجر الصحى لمدة أسبوعين لأنها كانت تعتبر على اتصال وثيق بحالة مؤكدة، ومع اضطرار زوجها للعمل لم يكن هناك من يرعى ابنهما، ولن يساعدها أى من أقاربها وأصدقائها، وانتهى الأمر بصوفى بأخذ ابنها معها إلى مركز الحجر الصحى.
واعتنى الأطباء والممرضات بالطفل، لكن فى اللحظة التى غادرنا فيها المستشفى، تقول إنها شعرت بالقلق والاكتئاب، وذهبت إلى أبعد من ذلك بالبحث عن الخطوط الساخنة للدعم العقلى، لكنها لم تتصل، معتقدة أنه لا أحد سيفهم، ولم أرغب فى مقابلة أشخاص، ولم أرغب فى الحديث عن ذلك، أخشى أن يعلم الناس بعدوى ابنى ويتنمرون به".
دور الدعم النفسى فى تخطى الأزمة
يقول الطبيب النفسى الدكتور إيفان ماك وينج شيت بمستشفى هونج كونج، إن الخبرة السابقة تشير إلى أن تأثير الوباء على الناجين يمكن أن يشمل الاضطرابات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق.
وقاد الطبيب النفسى دراسة حول التأثير النفسى طويل المدى على الناجين من وباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) فى عام 2003، والتى وجدت أنه بعد 30 شهرًا من تفشى المرض، وكان ثلث الناجين يعانون من اضطرابات نفسية، وربعهم مصاب باضطراب ما بعد الصدمة و15.6 لكل مائة شخص لديهم اضطرابات اكتئابية.
ويقول: "بعض الاستجابات للتوتر الحاد طبيعية وتختفى تدريجياً"، "لكن إذا بقوا لأكثر من شهر واحد، وبدأ الناس يفقدون الثقة فى سيطرتهم على حياتهم، يجب أن يؤخذ ذلك على محمل الجد".
بصرف النظر عن دعم الأسرة والأصدقاء فإنه يوصى بالتماس المساعدة المهنية، كما يقول إن إعادة إنشاء التفاعل الاجتماعى على سبيل المثال، من خلال مجموعات المساعدة حيث يتبادل الناجون تجاربهم ويدعمون بعضهم البعض، يساعد الناس أيضًا على التعافى من تأثير الوباء.