التاريخ : 2021-11-04
بئسا لمنظمات المجتمع المدني النسوية التي لم تستطع حماية حمدة ….!!!
الرأي نيوز :
بقلم سوسن المبيضين – إنه استعباد البشر … إنه الإحساسُ بالخوف ..إنه مهيب مريع مميت!
حمدة ماتت أحلامها قبل أن تولد…شيعت أمالها على ماكينة الخياطة ,وهي على قيد الحياة …لم تحتمل القهر والذل والظلم …. ففارقت الروح …. بلا وداع للأهل وألأحبة …
شعورٌ مخيف مريع ارتسم على وجها …وضاق صدرها ,من وحش أمامها …أنقض عليها …وبالصراخ هددها بالطرد …وحرمانها من رغيف خبزها ….حتى لو أنها لا تملك منه إلا قضمة واحدة …
حتي هذا الحلم الصغير اغتيل أمام أعين حمدة وزميلاتها …وأصبح غير قابل للتحقيق…. انقطع الأمل والرجاء… فأرسلت أخر أنفاسها ….عربوناً صادقاً منها ….للجهات المسؤولة باعادة النظر بقوانين العمل, وخصوصا تسلط ارباب العمل في القطاع الخاص .
أنها كارثة كبرى أن تتوفى عاملة قهراً ,من تصرف مدير لا يبالي بمراعاة الحالة النفسية لموظفيه… فنهش الروح فيها , وهي مرتعبة من فقدان راتبا لا يتعدى الـ220 ديناراً شهرياً، أي دون الحد الأدنى للأجور, في زمن تطور فيه علم الإدارة , ونحن لا زلنا نقبع تحت وطأة قوانين إدارية أكل الدهر عليها وشرب.
لا أعلم متى ستفيق الحكومة من سباتها الذي طال… ولا أعلم متى عقولها ستستنير… ومتى سيصحو الضمير!
لا تتجاهلوا موت حمدة …. ولا تضعوا أضمدة سوداء أمام أعينكم….. فحمدة نموذج لما يحصل على ارض الواقع ,من ظلم وقهر وجوع , وبحث عن رغيف خبز .
رحم الله حمدة وأتمنى أن لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام , او مرورا عابرا ,فالعنف ضد امرأةٍ واحدة في أي مكانٍ يشكل تهديداً للسِلم في كل مكان.
وفي النهاية أقول :بئسا لكل منظمات المجتمع المدني النسوية التي لم تستطع حماية حمدة , لأنها أصبحت مجرد منظمات منفذة لسياسات الجهات المانحة’ ونموذج الإدارة لديها, أشبه بنموذج ادارة الاعمال التجارية, حيث يكون هدفها الأول الحصول على تمويل ودعم, ثم يأتي بعدها العمل على تنفيذ المشروع..!!!