التاريخ : 2017-11-15
عزباء تحتفل بعيد زواجها .!!
الراي نيوز
عزباء تحتفل بعيد زواجها. لِمَ لا؟ هي استعدت للمناسبة بحرص، فمناسبتها مناسبتان. زواجها الخاص والاستقلال الفلسطيني.
ككل النساء انتظرت عودة زوجها. أعدت له الطعام الذي يحبه، ومسبقا أرسلت له على 'الواتساب' صورة للحلوى التي يحبّها. وكتبت تحتها. 'تتهنى'. العزباء في الثانية والخمسين من عمرها.
لكن الزوج لم يحضر. بدأت تقلق. أخذت ظنونها تتلوى. بعثت له رسالة 'تأخرت'. لكن الخطين الازرقين على الواتس لم يظهرا. بل لم يظهر ان الرسالة وصلته أصلا. اتصلت به. هاتفه لا يرن أصلا. 'لعل بطارية هاتفه نفدت'.
صارت الساعة التاسعة ليلا. ولما يأتي زوجها. وما زال هاتفه على حاله.
فجأة رن جرس هاتفها. كأنه الفرج؟ نظرت إلى الاسم كانت شقيقتها العجوز الأخرى، تبلغها بأنها ستتأخر عليها قليلا.
استندت الى الكرسي وراحت تجر نفسها بعيدا عن المطبخ.
'هو لم يأت منذ عقود طويلة فلماذا يأتي الليلة' قالت لنفسها وراحت تجر نفسها إلى السرير.
وقد أنهكها وجع المفاصل. 'العظام لا تتعايش مع البرد بسلام' قالت.
في الاثناء كانت العزباء التي أرادت أن تحتفل بعيد زواجها تسمع من خلف النافذة موسيقى احتفالية. ابتسمت وهي تسمع من آخر الحارة أحد مسؤولي السلطة الفلسطينية يخطب بمناسبة عيد استقلال فلسطين.
'أبو ماجد' كهل وطني منذ الانطلاقة الأولى .. ابتسمت العزباء لأنها تدرك ما يجول في رأس ابي ماجد وهو يخطب.
في الحقيقة كانت خطبة ابي ماجد الرنانة تصدح فيما كان وزير شؤون القدس الإسرائيلي، زئيف الكين يصرح بالمتجمهرين من بعيد: (خلاص' يكفي مع قصة الدولتين، ليس هناك سوى دولة إسرائيل وستكون بين نهر الأردن إلى البحر دولة واحدة فقط).
لم يكن ينغص على أبي ماجد وهو يحتفل بمناسبة استقلال فلسطين إلا رجل أمن إسرائيلي من أصول اثيوبية كان يقف آخر الشارع.. أبو ماجد كان يعتقد ان هذا الاثيوبي 'منغّص عليّ عيشتي'.. كلما مرّ من حاجز شرطة الاحتلال .. لأنه يجبره على خلع كل شيء يرتديه.. والاثيوبي عاطل.
العزباء تلحفت بالشتاء وبدأت تغفو.. ففي آخر الشارع كلمة وطنية عن استقلال فلسطين.