وقال حداد ان الكتاب فيه السيرة وفيه التاريخ وفيه الوثيقة والوثيقة سند الواقعة وفيه السرد والوصف والحوار والتقرير والتحليل والرصد وما يمليه العقل والقلب والذاكرة معاً، فالكتاب دراما تستند على أحداث تاريخية في حياة المؤلف وليست رواية خالصة بل عمل تحضر فيه أدواتها .
وأشار الى المكونات المنهجية في الكتاب فهو يتوقف عند اثنتي عشرة محطة المحطة الأولى هي المقدمة مقدمة القاطرة وليس الحيز الموضوعي في الكتاب ، واضاف الى ان الكاتب يتبع خطاً كرونولوجياً زمنياً متتابعاً .
وبين ان الكتاب يدخل في عداد سيرة الحياة ولكنه ليس تاريخاً شخصياً فحسب بل ان فيه ما يقدم إطلالة على الواقع العام المعاصر للشخصية من خلال الواقع الشخصي وهو أكثر من سيرة تاريخية شخصية بل هو سيرة درامية لا تعوزها أدوات القص ولا رؤية الفنان المنتقي ولا طاقات التعبير المتدفقة .
واضاف ان عن هناك تقنيتان قصصيتان بامتياز ف يالكتاب وهما عنصر التشويق والحبكة ، مضيفاً ان الكتاب قدم الشخصية الأساسية بل المحورية بقدر كبير من الموضوعية ومحاسبة الذات والآخرين وانصافهم في الوقت نفسه ، فقد قدم صورة لحياة مشحونة بالتناغمات والتناقضات وسائر المفارقات التي نعيشها وسنظل نعيشها .
وقال أبو محارب ان في المقدمة بوصفها فاتحة نصية يعقد السارد مقارنة بين الوشم والذات الرباعية رغبة في تشابههما ثم ينتقل للحديث عن الوشم والسيرة على اعتبار ان سيرته تمثل وشماً في إحدى تجلياتها ، ويتناول الكاتب حضور الوشم في المخيال المثيولوجي العربي قبل الإسلام والعصر الحديث والدين الإسلامي ولكنه يحترس بأنه لا يستدعي هذا الحضور تبريراً لاختيار العنوان وانما واصفاً لتمثيلاته في المخيال .
وأشار ان السيرة تمتاز بعتبتين خاصيتين بالوشم مفهوماً ورؤية وان العنوان الفرعي الذي اصطفاه الكاتب " سيرة نقشتها على خدالصفا وعواصف المدة " يمثل بؤرة إشارية متناسلة من البؤرة الأولى / العنوان الرئيس " حكاية وشم" اذ يكرس العنوان الفرعي معاني الثبات والخلود والبقاء والذاكرة بما تحمله ألفاظه المنخيرة من أنساق وإشارات دالة .
وفي نهاية الحفل استعرض الكاتب الرباعي أبرز ما تناوله في ثنايا كتابه.