التاريخ : 2020-09-09
اختراق طبي كبير يوقف انتشار السرطان
نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية، ان دراسة جديدة وجدت أنه يمكن وقف انتشار السرطان عن طريق حقن الأكسجين، في اختراق علمي يبعث الأمل بإمكانية علاج المرض الخبيث بطرق أفضل. إذ يتمثل الدافع وراء انتشار السرطان في قطع إمدادات الأكسجين، وهو اكتشاف يفتح الباب أمام علاجات أفضل.
وقالت الصحيفة، ان التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بأورام الثدي كشفت أنها عاشت لفترة أطول بعد زيادة إمداد الأكسجين، ما يلقي ضوءا جديدا على "النقائل" أو انتشار المرض، حيث تنفصل الخلايا عن الموقع الأصلي وتهاجر عبر الجسم. وتقلل هذه العملية بشكل كبير من فرص الشفاء وقد حيرت الخبراء لعقود. ولم يُعرف سوى القليل عن سبب مغادرة هذه المجموعات من الخلايا السرطانية المنتشرة (CTCs) في المقام الأول. وحُدد نقص الأكسجين الآن على أنه هو الدافع.
وفي هذا الإطار، قالت المعدة الرئيسية للدراسة البروفيسورة نيكولا أسيتو من جامعة بازل السويسرية، إنه يوفر الأمل في تحسين الاستراتيجيات؛ وقد يشمل ذلك تعزيز تكوين الأوعية الدموية، التي من شأنها أن تحمل المزيد من الأكسجين. ونجحت هذه التقنية، المسماة علاج تولد الأوعية الدموية الجديدة، لدى القوارض. مشبهة الأمر بوجود أشخاص في حانة مزدحمة أو ناد يكافحون من أجل التنفس ويخرجون لاستنشاق الهواء النقي.
وقام فريق أسيتو بتحليل كمية الأكسجين داخل الأورام لدى الحيوانات (كتلك التي تظهر لدى البشر)، وفصل الخلايا الجذعية السرطانية وخواصها البيولوجية الجزيئية والخلوية. ووجدوا مناطق مختلفة مزودة بمستويات مختلفة من الغاز، وظهرت الخلايا السرطانية التي تفتقر إلى الأكسجين، حيث تقل الأوعية الدموية. وشمل ذلك المناطق الأساسية والمحيطية. واحتوت المجموعات التي انفصلت وانتشرت، على كمية أقل من الأكسجين، ما يدل على مغادرتها إذا لم تحصل على ما يكفي منها.
وأظهرت اختبارات أخرى أن "حشود" CTC المحرومة من الأكسجين، أكثر خطورة من تلك التي تحتوي على محتوى طبيعي. وانتشرت بشكل أسرع - وماتت الفئران عاجلا.
وقالت أسيتو "إذا كان الورم لا يحتوي على كمية كافية من الأكسجين، فإن مجموعات CTC، التي لديها قدرة عالية بشكل خاص على تطوير النقائل ستنفصل".
وألهمت النتائج المنشورة في Cell Reports الباحثين لتحفيز نمو الأوعية الدموية في الفئران بالأدوية؛ فعندما حقنوها من خلال وريد الذيل بأوعية دموية معززة للبروتين الموجود في الشرايين زادت نسبة الأكسجين في الأورام. وكما هو متوقع، انخفض عدد مجموعات CTC المنفصلة، وشكلت الفئران عددا أقل من الأورام الثانوية وزاد معدل البقاء على قيد الحياة. ولكن في الوقت نفسه، زاد حجم الورم الرئيسي بشكل ملحوظ.
وأوضحت أسيتو "هذه نتيجة استفزازية. إذا أعطينا الورم ما يكفي من الأكسجين فلن يكون للخلايا السرطانية سبب للخروج والانتشار. ومن ناحية أخرى، فإن هذا يسرع من نمو الورم الأولي".
وحسب الباحثة، يتمثل التحدي التالي في نقل النتائج إلى العيادات الطبية، حيث تختلف خصائص الأورام من مريض لآخر.
وقد حاول العلماء ذات مرة تجويع الأورام معتقدين أن إمداد الدم بشكل أكثر استقرارا سيساعد فقط في انتشار السرطان.
وبينت أسيتو "نتوقع أن العلاجات التي تهدف إلى تقليل نقص الأكسجين، قد توفر، بمفردها أو بالاشتراك مع عوامل مضادة للسرطان، فرصة جديدة للحد من انتشار السرطان النقيلي لدى مريضات سرطان الثدي".