تستعد شركات فيس بوك وتويتر وجوجل لمعركة التضليل الكبيرة القادمة المتعلقة بلقاحات فيروس كورونا، حيث تتعاون الشركات مع مدققي الحقائق والوكالات الحكومية من جميع أنحاء العالم لمكافحة المعلومات الخاطئة حول لقاحات فيروس كورونا القادمة، وفي إطار شراكة جديدة، ستعمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع الباحثين والوكالات الحكومية في المملكة المتحدة وكندا لإنشاء إطار عمل للرد على المعلومات الخاطئة المضادة للقاحات أثناء الوباء، بحسب موقع engadget الأمريكى.
وكشف موقع fullfact البريطانى، وهو مؤسسة مسئولة عن تدقيق الحقائق في بيان صحفي: "مع وجود لقاح لفيروس كورونا الآن على بعد أشهر فقط، يمكن أن تؤدي موجة من المعلومات السيئة ذات الصلة إلى تقويض الثقة في الطب عندما يكون الأمر أكثر أهمية"، وأضاف "هذا المشروع هو محاولة لتعلم دروس الموجات السابقة من المعلومات السيئة، سواء أثناء الانتخابات أو الأوبئة، للتأكد من أننا جميعًا على استعداد لاحتواء الأزمة التالية قبل أن تتكشف".
ويشارك كل من فيس بوك وجوجل وتويتر في هذا الجهد، إلى جانب منظمات التأكد من الحقائق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند وإسبانيا والأرجنتين وأفريقيا، كما تشارك أيضًا وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة ومكتب مجلس الملكة الخاص الكندي، ووفقًا لـ Full Fact، ستنشئ المجموعة "معايير للمساءلة لمعالجة المعلومات المضللة"، وستضع إطارًا مشتركًا لمواجهة "المعلومات السيئة".
لكن ما هو غير واضح حتى الآن هو مدى تأثير مجموعات مثل هذه في نهاية المطاف على سياسات شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي قد اتخذت بعض الخطوات للحد من نظريات المؤامرة المناهضة للقاحات، إلا أن لها تاريخًا فوضويًا مع هذا الموضوع.
فعلى سبيل المثال أعلن فيس بوك مؤخرًا عن حظر الإعلانات التي تثبط اللقاحات، وقام بالترويج لإعلانات الخدمة العامة في اللقاحات ضد الإنفلونزا، لكن الشركة سمحت لنظريات مؤامرة اللقاح بالانتشار على انستجرام وفي مجموعات على فيس بوك، ومؤخرا في سبتمبر، دافع مارك زوكربيرج عن قراره بعدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد معارضي التطعيمات في المنصة.
وبالمثل حظر موقع يوتيوب مؤخرًا المعلومات الخاطئة حول لقاحات COVID-19، لكنه قال إنه سيرفض إزالة مقاطع الفيديو التي تعبر فقط عن "مخاوف واسعة النطاق"، كما اتخذ تويتر أيضًا خطوات للترويج لمعلومات موثوقة حول اللقاحات والوباء، لكنه لم يتخذ إجراءات صارمة ضد نظريات مؤامرة لقاحات معينة.
ويجدر أيضًا التفكير فى أن التأكد من الحقائق وحده قد لا يكون كافيًا، حيث انتشرت المعلومات الخاطئة حول اللقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي لسنوات على الرغم من الجهود السابقة لتثبيطها، ويكتسب أنصار نظريات المؤامرة هذه موطئ قدم في مجتمعات الإنترنت الأخرى، مثل مجموعات الأبوة والأمومة أو المتحمسين "للصحة الطبيعية"، وقد أدى ذلك ببعض الخبراء إلى التحذير من أن تدقيق الحقائق وحده لن يكون فعالاً بدون تدخلات أخرى.
وفى تقرير حديث عن معلومات خاطئة عن لقاح لفيروس كورونا أشارت First Draft، وهى منظمة غير ربحية تبحث فى المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعى، إلى أن التحقق من الحقائق والاعتدال يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية.
وبدلاً من ذلك، كما يقولون، يجب على الشركات اتباع نهج يوفر معلومات موثوقة عند الحاجة إليها، ومراقبة المجموعات التى من المحتمل أن تنشر نظريات المؤامرة عن كثب وتروج لطرق للأشخاص الذين لديهم مخاوف للتواصل مع خبراء الصحة.