تخطط وكالة ناسا لإطلاق قمر صناعى لمتابعة آثار تغير المناخ على محيطات العالم وجمع البيانات لتحسين توقعات الطقس، حيث سيواصل القمر الصناعى عمل ناسا الذى استمر لثلاثة عقود لتوثيق ارتفاع مستويات سطح البحر وسيمنح العلماء رؤية أكثر دقة للخطوط الساحلية أكثر من أى وقت مضى من الفضاء، بحسب موقع The Verge الأمريكى.
ويقول توماس زوربوشن، رئيس قسم العلوم فى وكالة ناسا: "أفضل منظر للمقعد الأمامى على المحيطات هو من الفضاء"، وسينطلق القمر الصناعى Sentinel-6 Michael Freilich من قاعدة فاندنبرغ الجوية فى كاليفورنيا على متن صاروخ SpaceX Falcon 9، فيما يعد القمر الصناعى هو الأول من زوج من الأقمار الصناعية التي تركز على المحيط، والتي ستعمل على تمديد أبحاث وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية حول مستويات البحار العالمية لمدة عشر سنوات أخرى.
أما القمر الصناعي التالي Sentinel-6B، سيتبع فى نحو خمس سنوات، لقياس مستويات سطح البحر، سيرسلون إشارات كهرومغناطيسية إلى محيطات العالم، ثم يقيسون الوقت الذي يستغرقه ارتدادها.
يذكر أنه عندما بدأت وكالة ناسا عملها على ارتفاع مستوى سطح البحر فى التسعينيات، كان العلماء لا يزالون فضوليين حول ما إذا كانت التنبؤات حول تأثير تغير المناخ تتحقق، وفقًا لزوربوشن، ويقول زوربوشن لموقع The Verge: "إن مسألة ما إذا كانت المحيطات ترتفع أم لا [مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب] تمت تسويتها بواسطة هذه الأقمار الصناعية، فهذا ليس سؤالًا" وأضاف "تمامًا مثل الجاذبية هنا حيث أجلس، هذه المحيطات ترتفع ونحتاج إلى التعامل مع ما يفعله ذلك في حياتنا".
وسيتمكن علماء ناسا من إجراء ملاحظات عالية الدقة بالقرب من الشاطئ باستخدام الأقمار الصناعية الجديدة، مما سيسمح بتنبؤات جوية أكثر دقة قبل وصول العواصف إلى اليابسة، وعندما تتطور عاصفة كبيرة فوق البحر، تلتف المياه، ويمكن للقمر الصناعي أن يلتقط فقاعة الماء المتصاعدة ويستخدم تلك المعلومات للتنبؤات، ويمكن أيضًا استخدام القياسات الحبيبية لمعرفة كيف يمكن أن تؤثر التغييرات في مستوى سطح البحر بالقرب من السواحل على ملاحة السفن والصيد التجاري".
فيما يزحف حاليا المد والجزر على الشاطئ نتيجة لتغير المناخ، ذلك لأن المياه تتمدد مع ارتفاع درجة حرارتها ولأن الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية في العالم تذوب، إذ إن زحف المياه يجعل الفيضانات والعواصف أكثر خطورة، كما أنه يغرق جزر بأكملها ومجتمعات ساحلية، حيث أجبر هذا بالفعل الأشخاص من لويزيانا إلى بابوا غينيا الجديدة على التخلي عن الأماكن التي كانوا يسمونها وطنًا لأجيال.