بسبب فيروس كورونا، أمضى الأطفال في الولايات المتحدة ساعات وساعات يحدقون في الشاشات، سواء كانوا يستخدمون الأجهزة اللوحية للقيام بالعمل المدرسي، أو الاتصال بأصدقائهم بهواتفهم، أو ممارسة ألعاب الفيديو على وحدات التحكم، أو مشاهدة التلفزيون على أجهزة التلفزيون، لكن بمجرد عودة الأمور إلى طبيعتها، هناك مشكلة كبيرة تنتظرهم، فوفقًا لقصة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، يرى بعض الخبراء طريقًا صعبًا أمام هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا مدمنين على شاشاتهم.
وبحسب موقع metro البريطاني، فإن البروفيسور كيث همفريز، خبير الإدمان، وأستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد، وكبير مستشاري أوباما السابقين، لديه تحذير شديد لمشاركته مع أولياء الأمور، حيث يقول، "ستكون هناك فترة من الانسحاب الملحمي حيث يحاول الشباب" الحفاظ على الانتباه في التفاعلات العادية دون الحصول على تحذير كل بضع ثوان " في هذه الأيام، أخبر الآباء في الأصل أنه لا ينبغي عليهم الشعور بالذنب للسماح لأطفالهم بمزيد من الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة في مواجهة عمليات الإغلاق.
وتقول الدكتورة جيني راديسكي، طبيبة الأطفال التي تركز على استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول من قبل الأطفال في جامعة ميشيغان، إنها لو كانت تعرف المدة التي ستستغرقها عمليات الإغلاق هذه ، لكانت نصيحتها مختلفة، حيث قالت "ربما كنت سأشجع العائلات على إيقاف تشغيل شبكة Wi-Fi إلا خلال ساعات المدرسة حتى لا يشعر الأطفال بالإغراء في كل لحظة، ليلاً ونهارًا، وكلما طالت مدة تصرفهم المعتاد ، كلما كان من الصعب كسرهم العادة ".
واستنادًا إلى بيانات من Qustodio ، وهي شركة تتعقب استخدام الأجهزة من قبل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 15 عامًا، تضاعف وقت استخدام الأجهزة ذات شاشات في مايو الماضي على أساس سنوي، وفي مارس وأبريل، أمضى الأطفال في الولايات المتحدة 97 دقيقة في المتوسط يوميًا في مشاهدة مقاطع فيديو YouTube، ولم يكن ذلك فقط ارتفاعًا من متوسط 57 دقيقة يوميًا في فبراير، بل ارتفع بنسبة 100% على أساس سنوي، فيما شوهدت اتجاهات مماثلة لموقع يوتيوب في إنجلترا وإسبانيا.
وحتى أولئك الذين تبلغ أعمارهم 10 أعوام أو أقل يقضون ساعات يوميًا في ممارسة ألعاب مثل Fortnite ، باستخدام تطبيق الفيديو القصير TikTok ، وتطبيق المراسلة Snapchat، كما لعبة Robolox هي لعبة أخرى على الإنترنت تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال، حيث يمكن للمستخدمين برمجة ألعابهم الخاصة ولعب الألعاب التي طورها الآخرون.
وقد كان الآباء منفتحين بشكل مدهش للسماح لأطفالهم بقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات، حيث مكّن الكثيرون أطفالهم من سلوكياتهم من خلال شراء أجهزة جديدة لهم، وقد كان العديدين في البداية قلقًين بشأن كل هذه التكنولوجيا، لكنهم أصبح أكثر تفاؤلاً بشأنها عندما أصبح أطفالهم خبراء رقميًين، حيث يقول البعض: "هذه هي أدوات حياتهم، كل ما سيفعلونه، سيفعلونه من خلال أحد هذه الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك التنشئة الاجتماعية".