قبل 52 عاماً، نجح رائدا الفضاء "نيل أرمسترونغ” و "باز ألدرين” في الهبوط على سطح القمر ضمن مهمة "أبولو 11” التابعة لوكالة ناسا، وللاحتفال بالإنجاز الضخم، تلقى رواد الفضاء تعليمات من الرئيس ريتشارد نيكسون، لوضع علم أمريكي على القمر تكريماً لكل أمريكي ساهم في برنامج أبولو.
ومع ذلك، اجتذب زرع العلم في السنوات التالية قدراً لا يُصدق من الشك والتدقيق، ما دفع أصحاب نظرية المؤامرة إلى التساؤل عما إذا كانت وكالة ناسا هبطت بالفعل على القمر. وتزعم إحدى نظريات المؤامرة الرائدة التي تندد بإنجازات ناسا، أن رفرفة علم الولايات المتحدة في فراغ الفضاء هو دليل على أن الهبوط على سطح القمر كان مجرد خدعة.
حيث بدا أن القماش الأحمر والأبيض في العلم الأمريكي يتحرك كما لو كان في مهب الريح، فإذا لم يكن هناك غلاف جوي على القمر، كيف يمكن للعلم أن يرفرف بهذا الشكل؟
وهل يمكن أن يكون هذا دليلاً على أن صور الهبوط على سطح القمر، صُوّرت في استوديو هوليوود أو في مكان مجهول في صحاري ولاية نيفادا الأمريكية؟
وفقا لمركز الفضاء الوطني البريطاني في ليستر، فإن العَلَم الأمريكي لم يرفرف على القمر حقاً، وأن حركات العلم الظاهرة كانت بسبب رواد الفضاء أنفسهم وليس بسبب الرياح.
وأوضح مركز الفضاء: "حافظ العَلَم حيث غُرس على السطح، على شكله المنحني بسبب عدم وجود جاذبية قوية على القمر. وفي مقطع فيديو للعلم، يبدو أيضا أنه يلوح ذهابا وإيابا، وهذا لأنه عندما كان رواد الفضاء يزرعونه، قاموا بتدويره ذهاباً وإياباً للحفر بشكل أفضل في التربة القمرية، ما جعل العلم يتماوج مثل البندول”.
وعلّقت ناسا على الاتهامات الخادعة، قائلة: "عندما كان رواد الفضاء يزرعون سارية العلم، قاموا بتدويرها ذهاباً وإياباً لاختراق تربة القمر بشكل أفضل – أي شخص يغرس عموداً غير حاد سيعرف كيف يحدث هذا”.
ولكي يبقى العلم الأمريكي واقفاً بشكل مستقيم في بيئة القمر الخالية من الهواء، وُضعت ذراع أفقية على طول الجزء العلوي من العلم لتثبيته. وأحيانا لا يمد رواد الفضاء هذا الذراع بالكامل، لذلك لن يظهر العلم بشكل مسطح. وهذا من شأنه أن يترك بعض التموجات في القماش، ما يجعل العلم يظهر في الصور كما لو كان يرفرف مع النسيم، وكانت التعرجات موجودة لأن القماش كان ملفوفاً بشدّة لمدة أربعة أيام خلال رحلة الذهاب إلى القمر”.
وأوضح جاك سينغال، أستاذ الفيزياء بجامعة ريتشموند، أن مؤامرات الهبوط على القمر لم تكن شائعة كما هي اليوم حتى أواخر السبعينيات. ويُعزا انتشار المؤامرات على نطاق واسع إلى بيل كيسينغ، المهندس السابق الذي نشر كتاب عام 1974: "لم نذهب إلى القمر أبدا”.