الجاذبية هي ما يجمع الأشياء معًا بالتساوي من كل جانب، ونتيجة لذلك، تتشكل المادة على شكل كرة، بالطبع، لن يكون هذا هو الحال بالنسبة للأرض المسطحة، حيث يعتقد مؤيدي الأرض المسطحة أنه لا يوجد شيء اسمه جاذبية، وأن ما نشعر به من جذب هو بسبب وجود قوة غامضة تُسارع الأرض إلى أعلى.
لكن لنتحدث عن الأمر بطريقة علمية:
على الرغم من غرابة الأمر إلا أنه يمكن أن يكون هناك جاذبية على أرض مسطحة، وعندها سيكون مركز الجاذبية على الأرض المسطحة في المنتصف، وكل الأشياء على الأرض سيتم سحبها نحو هذه النقطة، وكلما ابتعدنا عن المركز كان هذا السحب أقوى.
وفي مرحلة ما بالقرب من الحافة سيكون الجذب قوياً جداً، وهذا سيكون السبب في عدم امكانية المشي إلى حافة الأرض المسطحة، حافة الأرض التي تتكون من حاجز كبير يطوق الأرض ويمنع الأشياء من السقوط، كجدار عالٍ من الجليد، وإذا سقطت فسيكون السقوط جانبياً بدلاً من السقوط للأسفل، كما أن هذه الجاذبية ستجعل الأشجار تنمو بشكل قطري، وكل المطر والثلج والبرد سوف يسقط باتجاه القطب الشمالي الواقع في مركز الأرض، وعندها سيتقارب هطول الأمطار من كل الجهات ويبدأ في التراكم، وسيتم جذب المحيطات إلى مركز قرص الأرض المسطح، وتشكل محيطًا كبيرًا في المنتصف.
طبيعة الغلاف الجوي وضغط الهواء على الأرض المسطحة سيكون مختلفاً، حيث ستتسبب الجاذبية بسحب الكثير من الهواء نحو مركز الأرض، وترك المناطق حول الحافة بدون هواء، هذا سيئ، لأن الناس الذين يعيشون في أستراليا الأرض المسطحة لن يكون لديهم ما يكفي من الأكسجين للتنفس. أما الناس التي يمكن أن تعيش بالقرب من الوسط، حيث سيكون القطب الشمالي، سيسحقها وزن الغلاف الجوي.
لن يكون للأرض المسطحة مجال مغناطيسي أرضي حولها، حيث ينشأ هذا المجال من خلال حركة تيارات لب الأرض الغني بالحديد المنصهر، ولن يكون للأرض المسطحة هذا اللب، وعندها ستتعرض الحياة على الأرض إلى الجسيمات المشحونة والإشعاع الخطير الصادر من الشمس، والتي من شأنها أن تسبب السرطان وتتلف حمضنا النووي.
تتضمن نظرية الأرض المسطحة أن الشمس تتحرك في دوائر حول الأرض المسطحة، وكذلك القمر، بحيث يبلغ قطر هذه الدوائر حوالي 50 كم، وبالتالي تضيء الأرض مثل الأضواء الضخمة، لكن إذا كان هذا هو الحال، فسيظهر ضوء الشمس الساطع من كل مكان على الأرض، ولن تكون هناك دورة نهارية وليلية.
ولكي يكون للأرض المسطحة تناوب بين الليل والنهار خلال اليوم، سيتعين على الشمس أن تدور حول الكوكب بطريقة مختلفة، أي أن تدور أعلى قرص الأرض من جانب إلى جانب، وأسفل قرص الأرض، وعندها سيشهد كوكب الأرض بأكمله ضوء النهار عندما تتحرك أعلى قرص الأرض، وستشهد الأرض كلها ظلمة الليل عندما تغيب الشمس في الأسفل، لن يكون هناك نطاقات زمنية، ولا فصول في السنة.
وعندها يجب أن تكون الشمس أصغر بكثير من الأرض، فإذا كانت الشمس عملاقة وكانت تدور حول الأرض المسطحة، سيحترق الكوكب بأكمله، ومن ناحية أخرى، إذا كانت الشمس أصغر بكثير مما هي عليه في الواقع سنتجمد حتى الموت.