التاريخ : 2021-12-27

الفيصلي والوحدات على خطأ وكبار أندية العالم على صواب
تشكيل لجان وهمية وإختفاء لدور المدير الرياضي
اللجان الفنية تحصد الخيبات والمدراء الرياضيون يحصلون على البطولات

صالح الراشد

تواصل الأندية الأردنية التقدم صوب الخلف بسرعة كبيرة متعقدة أنها تسير للأمام، كونها لا تعرف البوصلة الصحيحة في إدارة العمل الإحترافي في مجال كرة القدم، وتريد أن تظهر في الصورة على أنها صانعة الإبداع وصاحبة الملكية الفكرية في كل جديد وغريب، فالأندية الكبيرة مثل الوحدات والفيصلي تريد أن تثبت لجماهيرها بأنها تجمع ولا تُفرق وأنها تريد الأفضل للناديين، ليقوم الفيصلي بتشكيل لجنة فنية لاختيار اللاعبين الذين سيدافعون عن ألوان الفريق في الموسم القادم، فيما شكل الوحدات هذه اللجنة في سنوات سابقة وكانت خيارتها في غالبيتها العظمى كارثية.

ففي الأردن هناك نظرية معروفة لا يختلف عليها إثنان وتنص، "إذا أردت أن تقتل قضية أو تجعلها هامشية أو تقتلها فشكل لها لجنة"، وهذا ما تقوم به الأندية وإدارتها، فاللجنة الفنية في المعنى الواقعي لا شان لها في شيء وعملها على الأرض يساوي "صفر"، بل هي مجرد مستشار لدى مجلس الإدارة ولا سلطة لها على الجهاز الفني، لأنه لو كان لها سلطة فما هو الداعي للتعاقد مع جهاز فني من الأساس، وكان عليها أن تقوم بالتدريب والتعاقدات، ليظهر للجميع أن هذه اللجنة تعتبر من معيقات العمل وبالذات في الفريق الأول، وكان يجب حصر عملها في وضع البرامج والخطط الشمولية للفئات العمرية ولتدرج اللاعبين من فئة لأخرى، واختيار الأجهزة الفنية لهذه الفئات فيما لا يحق لها التدخل في عمل المدير الفني الذي يكون في العادة أعلى من اللجنة الفنية في الترتيب الإداري.

وحتى تتضح صورة العمل الإحترافي فإن أندية العالم الكُبرى لا تعتمد على اللجان بل على الأشخاص، ففريق ريال مدريد الاسباني وهو أكبر من ناديي الوحدات والفيصلي وبقية الأندية الأردنية ويملك فكر كروي ناضج وتاريخ كبير، لم يقم بتشكيل لجنة فنية للنهوض بكرة القدم في النادي كونه يدرك أنها مجرد عربة أمام الحصان، فتعاقد مع الحصان مباشرة بتوقيع عقد مع المدير الرياضي لنادي ليفربول الإنجليزي مايكل إدواردز لشغل ذات المنصب في النادي الإسباني، وهذا الخبير قادر على إبرام عقود مع لاعبين يحتاجهم النادي بتوصية من المدير الفني للفريق كارلوا انشلوتي وضمن قدرات النادي الملكي المادية.

وهنا يكمن الإختلاف فتلك الأندية تبحث عن خبراء حقيقين ولا تبحث عن من صوته أعلى في الإنتخابات، فالمدير الرياضي السابق لنادي برشلونة كان النجم أندوني زوبيزاريتا، وفي مانشستر يونايتد يتولى المهمة جون مورتو بجانب المدير التقني دارين فليتشر، فيما يتولى المهمة في مانشستر سيتي، الإسباني كسيكي بيغيرستين، وفي باريس سان جيرمان ليوناردو أراوجو الذي عمل في نادي أي سي ميلان ، ويحتل فابيو باراتيشي منصب المدير الفني في نادي يوفنتوس الايطالي، وفي النادي الألماني بايرن ميونخ يتواجد حسن صالحميدزيتش ومعه المسؤول التنفيذي الحارس التاريخي أولفر كان، فهل يُعقل ان جميع هذه الأندية تسير على خطأ والأندية الأردنية التي تحتل مواقع متأخرة في سلم ترتيب أندية العام تسير على صواب.

وتكون آلية العمل واضحة بين أضلاع المعادلة الثلاث، فالمدرب هو من يحدد حاجته للاعبين في مراكو معينه، والمدير الرياضي يقوم بوضع لائحة تتناسب مع رغبات المدرب ضمن إمكانيات النادي، ومجلس الإدارة يعطي الموافقة على التقرير الفني المالي المقدم له بحيث يضمن الفائدتين الفنية والمالية، وعندها تسير عجلة صناعة كرة القدم بصورة سليمة وتنمو الأندية وتتطور وتحصد البطولات، فيما في الأردن يتم تشكيل لجان وظيفتها التناحر بين أعضائها لتحصد الأندية على الخيبات.